ترنيمة نبوخذ نصر
هو مين نبوخذ نصر؟ هو جبار بأس امبراطورية بابل عاش في القرن الـ ٦ ق.م مكنش قائد سهل، لأ، دا كان محارب جبار اللي ممكلكته من قوتها دمرت مدينة قوية وهي "نينوي" و استولي علي الإمبراطورية الآشورية، سبي و أذل ٣ ملوك يهوذا وهم يهوياقيم و يهوياكين و صدقيا. مكنش حد يقدر يقف قادمه، كان ذكي، قوي، اداري، له سلطان وهيبة علي كل الممالك اللي حوله. لكن الله قرر انه يزله لأن مفيش حد غير الله هو اللي يقدر يقف قدامه، ولا وعظة هتأثر فيه. لكن في لحظة الله أفقده عقله و حاله قال عنه الكتاب:
"طُرِدَ مِنْ بَيْنِ ٱلنَّاسِ، وَأَكَلَ ٱلْعُشْبَ كَٱلثِّيرَانِ، وَٱبْتَلَّ جِسْمُهُ بِنَدَى ٱلسَّمَاءِ حَتَّى طَالَ شَعْرُهُ مِثْلَ ٱلنُّسُورِ، وَأَظْفَارُهُ مِثْلَ ٱلطُّيُورِ" (دا ٣٣:٤)
يا إلهي، من ملك عظيم إلي حيوان حقير
لمده ٧ سنوات، لكن كانوا أصعب ٧ سنوات في حياة أعظم ملك، ممكن في السنة الأول كان عنده تمرد وكراهية لله، والسنة الثانية يتحسر علي وضعه، والثالثة يشتاق لملكه، والرابعه فكر في انه مش الأعظم، والخامسة فهم انه مجرد انسان، والسادسة شعر بالإحتياج، والسابعة نظر إلي الله في السماء. لكن أول ما نظر للسماء، يقول كلام مهم:
"عِنْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي" (٣٤:٤).
وأول ما رجع إله عقله، اعترف بإن فيه أعظم منه وهو الله
وقال واحدة من أجل الترانيم في الكتاب المقدس و هي بتنقسم إلي قسمين
القسم الأول وصف الله،
"وَبَارَكْتُ ٱلْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ ٱلْحَيَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ، ٱلَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ" (٣٤)
الله هو العلي (وليس أنا)
الله هو الحي إلي الأبد (ولي أنا ولا قوتي)
الله هو سلطانه سلطان أدبي (وليس مملكتي)
الله هو ملكوته من جيل إلي جيل (وليس ملكوتي)
القسم الثاني وصف البشر والكائنات الملائكية، وقال،
"وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ كَلَا شَيْءَ، وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وَسُكَّانِ ٱلْأَرْضِ، وَلَا يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟" (٣٥).
سكان الأرض، كلا شئ (وأنا واحد منهم)
سكان السماء، الملائكة، كلمة الله لها سلطان عليهم.
وهنا يقول
"فِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ رَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَعَادَ إِلَيَّ جَلَالُ مَمْلَكَتِي وَمَجْدِي وَبَهَائِي، وَطَلَبَنِي مُشِيرِيَّ وَعُظَمَائِي، وَتَثَبَّتُّ عَلَى مَمْلَكَتِي وَٱزْدَادَتْ لِي عَظَمَةٌ كَثِيرَةٌ" (٣٦)
رجع إليه عقله، فرجع إليه مجده البشري كإنسان، ولكنه الآن تحت سلطان الله. واحترمه من حوله من رؤساء ومشيرين.
ويصف وضعه الحالي:
"فَٱلْآنَ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ ٱلسَّمَاءِ، ٱلَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِٱلْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ.
التوقيع بالإعتراف، "أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ" تسبيحي وحمدي لله، يعني بعد ما كنت أسعد بتسبيح الناس لي وحمدهم لي، ادركت أن الله وحده هو الذي يستحق الحمد. فكل ما صنعه بي من عقاب فهو حق وعدل، فيقول، "ٱلَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ." وهذه عبرة لمن يأتون من بعدي، ورسالتي لهم، "مَنْ يَسْلُكُ بِٱلْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ."
يا صديقي… هذه المحنة تقودنا نحو التواضع تحت يد الله القوية. وتجعلنا دائماً في حالة امتنان لله. ليتنا نحن كبشر نفهم هذا بدون تجارب ولا محن، ليتنا نسلك بكل أمانة مع الله ونخاف كلمته وسلك فيه.
د.ق ناثان عوض


.jpg)
Comments
Post a Comment